اسلامية وليست وهابية
26 يناير، الساعة 07:47 مساءً ·
حقيقة المفتريات والتهم ضد الدعوة :
إن إحساس خصوم الدعوة بقوتها وسرعة تأثيرها ، وعمق أثرها ، واستجابة الناس لها ، وما تملكه من الدليل والبرهان جعلهم يبادرون إلى مقاومتها والصد عنها بكل الوسائل. وكان أقوى سلاح رموها به استعداء الآخرين عليها من القريبين والبعيدين ، واستباحة الكذب والبهتان والتلبيس في نشر الدعاية ضدها .
كما أن المفتريات التي أثيرت حول الدعوة وإمامها وعلمائها ودعاتها ودولتها وأتباعها لا تصمد أمام التمحيص والموضوعية والبحث العلمي المتجرد .
فهي تراكمات من الشائعات والأكاذيب والمفتريات والبهتان الذي لا يصبر عليه الموافق ، ولا يقره المنصف ، ولا يثبت أمام الدليل وينفيه الواقع فهو إما من الكذب والافتراء ، والشتم واللمز .
- أو من اللوازم التي لا تلزم .
- أو من الحق الذي ألبس بالباطل .
- أو من زلات بعض المنتسبين للدعوة أو المنسوبين لها بغير حق .
- أو من الحكم على الضمائر والقلوب مما لا يعلمه إلا علام الغيوب – سبحانه وتعالى - .
وسأبين شيئا من ذلك في البحث التالي : ======================
" - ص 154 -"" - ص 155 -"" - ص 156 -" المبحث الثاني
أبرز المفتريات والتهم التي رميت بها الدعوة وأتباعها إجمالا
1 - وصفهم بالوهابية :
إن وصف خصوم الدعوة لها ولإمامها وأتباعها بالأوصاف المشينة والألقاب الشنيعة ، وإلصاق التهم والمفتريات ، والهمز واللمز والسخرية منهم ومن أقوالهم وأعمالهم. كل ذلك من الظلم والباطل وهو راجع إلى اختلال الموازين ، وخلل المناهج لدى المخالفين والناقدين ، فأكثر ما ذموهم به ، أو أطلقوه عليهم من الأوصاف إن لم يكن من الكذب والبهتان وهو الغالب فهو من التلبيس والتضليل أو المبالغات ، أو الجهل بالحق وأدلته .
فقد عيروهم بالوهابيين لإيهام الناس بأنهم جاءوا بمذهب جديد مبتدع . =========== 2 - رميهم بالتجسيم :
ووصفوهم بأنهم (مجسمة) لأنهم يثبتون الصفات لله تعالى كما جاءت في نصوص القرآن والسنة وكما أثبتها السلف الصالح ، وهذا هو الحق لكن المخالفين صوروه بصورة الباطل لهؤلاء الخصوم على منهج الجهمية في التعطيل والتأويل ، الذين يسمون الإثبات تجسيما . =================== 3 - بهتانهم بتنقص النبي صلى الله عليه وسلم وبغض الأولياء :
وبهتوهم بتنقص النبي صلى الله عليه وسلم وبغضه ، أو بغض الأولياء حين أنكروا بدع الموالد وإطراء النبي صلى الله عليه وسلم ، وحين أزالوا بدع القبور ، ونهوا عن دعاء غير الله تعالى والحلف بغير الله ونحو ذلك ، مما هو في حقيقة الأمر تعظيم لقدر النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال لسنته ، وتكريم للأولياء والصالحين . ======================
4 - اتهامهم بالتشدد :
ورموهم بالتزمت والتشدد حين أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا شعائر الدين؛ لأن أهل الأهواء لا يريدون أن تنكر عليهم منكراتهم وبدعهم أو يصدون عن شهواتهم . =============
" - ص 157 -" 5 - اتهامهم بالتكفير واستحلال القتال :
ولما ظلموهم وقاتلوهم؛ هبوا للدفاع عن أنفسهم ودينهم ودولتهم وحقوقهم ، إلى أن صار لهم كيان وقامت لهم دولة تنشر السنة ، وتحارب الشركيات والبدع ، وتنصر المسلمين وتقيم العدل ، وتحكم بالشرع ، بعد ذلك ، اتهمهم خصومهم بالقتال والتكفير والتشدد ونحو ذلك من الأوصاف التي هي إلى المدح والتزكية أقرب منها إلى الذم والتجريح؛ لأنهم حين قاتلوا ابتداء قاتلوا دفاعا عن أنفسهم وعن دعوة الحق حتى صارت لهم دولة وكيان يحمون به حقوقهم ودينهم ومصالحهم .
وحين تمسكوا بالدين وأخذوا بالسنة فهذا أمر ممدوح وإن سماه خصومهم والجاهلون تشددا. فالعبرة بالمضامين والحقائق لا بالألفاظ التي يتلاعب بها الشياطين . ================== 6 - دعوى معارضة علماء المسلمين وعقلائهم لها :
ومما يثار على الدعوة من قبل خصومها والجاهلين بحقيقتها ، أن بعض العلماء والصالحين ، وبعض العقلاء الأقربين قد عارضوها ، مع أن بعضهم كان قد وافق الإمام في أول دعوته ، ثم عارضه أو تخلى عنه .
فأقول : أولا ليس شرطا في صحة الدعوة وسلامتها موافقة كل العلماء والأمراء والعقلاء والصالحين. فقد تصرفهم عنها الصوارف التي تعتري البشر ، من الأهواء والحسد ، والخوف ، والشهوات ، والشبهات ، والتلبيس ، والاجتهاد الخاطئ ، وغيرها من الصوارف .
وثانيا : أن كثيرين من العلماء والصالحين والوجهاء والأمراء كانوا قد وافقوا الشيخ والإمام في أول دعوته ، لكنها لما وصلت إلى مرحلة الصدع بالحق ، ورفع الظلم والجهل والبدع والحزم والقوة ، ولما رأوا الجد والتبعات التي تترتب على إعلان الحق والتصدي للباطل ، تراجع بعضهم ، وضعف آخرون ، وتأثرت فئة ثالثة بالدعاية المضادة ، واستجابت لضغوط الواقع ، وإرجاف أهل الباطل ، وسكت آخرون إيثارا للعافية .
وظهرت ردود الأفعال قوية عنيفة فلم يستطع الثبات أمام عواصفها إلا أولو العزم والصبر - وهم قليل - وتلك سنة الله في خلقه . ======================" - ص 158 -" 7 - دعوى مخالفتها لأكثرية المسلمين وأنها مذهب جديد (أو خامس) :
وإن من أكثر ما يثار على الدعوة ومنهجها وإمامها دعوى أنها تخالف الأكثرية من المسلمين وأنها مذهب جديد أو خامس. وهذه دعوى لا اعتبار لها في ميزان الشرع والعقل السليم والواقع كما قال تعالى : وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله [سورة الأنعام ، آية : 116] .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة . كما أن اعتبار الأغلبية في الدين خلاف السنن التي قامت عليها دعوة الأنبياء والمصلحين ، فالعبرة بسلوك السبيل الحق ، المتمثل بالقرآن والسنة ونهج السلف الصالح ، والحق والعدل فحسب دون اعتبار لعدد السالكين أو الهالكين .
كما أن الناظر في واقع المسلمين في العصور المتأخرة لا يجد للأكثرية مذهبا معينا فقد تنازعتهم المذاهب والفرق والبدع والطرق والاتجاهات والشعارات والحزبيات ، هذا مع ضرورة الاحتفاظ بقاعدة : « أن الحق ما وافق السنة والسلف الصالح وإن كنت وحدك » وأعني بذلك أنا لو افترضنا - جدلا - أن المسلمين اجتمع أكثرهم على مذهب يخالف السنة ، فلا عبرة بذلك شرعا .
وقد اعتمد إمام الدعوة مذهب الإمام أحمد بن حنبل رابع الأئمة الأربعة الذين ارتضتهم الأمة ، ولم يأت بمذهب جديد كما زعموا . =================
8 - دعوى منع التبرك والتوسل والشفاعة مطلقا :
لما نهى علماء الدعوة من التوسلات البدعية ، والتبرك البدعي ، وكذلك الشركيات والبدع التي يسميها أهل الأهواء شفاعة ، رموهم بأنهم يحرمون التوسل والتبرك والشفاعة مطلقا. وهذا كذب وبهتان .
وقد بينت في موطن آخر من هذا البحث أن السلف الصالح أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع هذه الدعوة يثبتون التبرك المشروع ، والتوسل المشروع ، والشفاعة الثابتة بمقتضى النصوص ، ويدينون الله بذلك اعتقادا وعملا. لكنهم يحاربون البدع والشركيات في ذلك كله .
Solyemen Zakariya Solayemen Zakariy
إلغاء إعجابي · · مشاركة