اسلامية وليست وهابية
26 يناير، الساعة 08:05 مساءً ·
جهود الإمام في بيان هذه الحقيقة ورد المفتريات :
ولنترك المجال للإمام نفسه يبين لنا حقيقة الخلاف بينه وبين خصوم السنة في هذه القضية الكبرى ، ويشرح ذلك للشريف غالب حاكم الحجاز ولعلماء الأمة هناك سنة (1204هـ) فيقول : « من محمد بن عبد الوهاب : إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام ، نصر الله بهم دين سيد الأنام؛ عليه أفضل الصلاة والسلام ، وتابعي الأئمة الأعلام .
" - ص 202 -" سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد : جرى علينا من الفتنة ، ما بلغكم ، وبلغ غيركم ، وسببه : هدم بناء في أرضنا على قبور الصالحين ؛ ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين ، وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله ، فلما أظهرنا هذه المسألة ، مع ما ذكرنا من هدم البناء على القبور ، كبر على العامة ، وعاضدهم بعض من يدعي العلم؛ لأسباب ما تخفى على مثلكم ، أعظمها اتباع الهوى ، مع أسباب أخر .
فأشاعوا عنا : أنا نسب الصالحين ، وأنا على غير جادة العلماء ، ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب ، وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها ، وأنا أخبركم بما نحن عليه ، بسبب أن مثلكم ما يروج عليه الكذب؛ ليتبين لكم الأمر ، وتعلموا الحقيقة .
فنحن - ولله الحمد - متبعون لا مبتدعون ، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وتعلمون - أعزكم الله - أن المطاع في كثير من البلدان ، لو يتبين بالعمل بهاتين المسألتين ، أنها تكبر عند العامة ، الذين درجوا هم وآباؤهم على ضد ذلك ، وأنتم تعلمون - أعزكم الله - أن في ولاية أحمد بن سعيد ، وصل إليكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ، وأشرفتم على ما عندنا ، بعدما أحضروا كتب الحنابلة ، التي عندنا عمدة ، وكالتحفة ، والنهاية عند الشافعية ، فلما طلب منا الشريف غالب - أعزه الله ونصره - امتثلنا أمره ، وأجبنا طلبه ، وهو إرسال رجل من أهل العقل والعلم ، ليبحث مع علماء بيت الله الحرام » .
وقال مخاطبا عامة علماء المسلمين : « محمد بن عبد الوهاب : إلى من يصل إليه من علماء الإسلام ، آنس الله بهم غربة الدين ، وأحيا بهم سنة إمام المرسلين ، ورسول رب العالمين ، سلام عليكم معشر الإخوان ، ورحمة الله وبركاته .
أما بعد :
فإنه قد جرى عندنا فتنة عظيمة ، بسبب أشياء نهيت عنها بعض العوام ، " - ص 203 -" من العادات التي نشؤوا عليها ، وأخذها الصغير عن الكبير؛ مثل : عبادة غير الله ، وتوابع ذلك ، من تعظيم المشاهد ، وبناء القباب على القبور ، وعبادتها ، واتخاذها مساجد ، وغير ذلك ، مما بينه الله ورسوله غاية البيان ، وأقام الحجة ، وقطع المعذرة؛ ولكن الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم : بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ .
فلما عظم [على] العوام : قطع عادتهم؛ وساعدهم على إنكار دين الله : بعض من يدعي العلم ، وهو من أبعد الناس عنه - إذ العالم من يخشى الله - فأرضى الناس بسخط الله؛ وفتح للعوام باب الشرك بالله ، وزين لهم ، وصدهم عن إخلاص الدين لله؛ وأوهمهم : أنه من تنقيص الأنبياء والصالحين؛ وهذا بعينه هو الذي جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن عيسى - عليه السلام - : عبد ، مربوب ، ليس لـه من الأمر شيء؛ قالت النصارى : إنه سب المسيح وأمه؛ وهكذا قالت الرافضة : لمن عرف حقوق أصحاب رسول الله وأحبهم ، ولم يغل فيهم ، رموه : ببغض أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا هؤلاء ، لما ذكرت لهم ، ما ذكره الله ورسوله ، وما ذكره أهل العلم ، من جميع الطوائف ، من الأمر بإخلاص الدين لله ، والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا ، في اتخاذ الأحبار ، والرهبان ، أربابا من دون الله؛ قالوا لنا : تنقصتم الأنبياء ، والصالحين ، والأولياء؛ والله تعالى ناصر لدينه ، ولو كره المشركون .
Solyemen Zakariya Solayemen Zakariy
إلغاء إعجابي · · مشاركة
أنت و اسلامية وليست وهابية معجبان بهذا.
Solyemen Zakariya Solayemen Zakariy
اكتب تعليقاً...
اضغط على Enter للنشر.